والكتمان عنه قال ثم رفع يده وبكى وقال اللهم « إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ » فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
______________________________________________________
وعداوة لهم ، وليست منكرة للعلم نفسه ، ولهذا ينطقون ببعضه ، وهذا مثل طائفة من أهل الخلاف والناطقين ببعض الأسرار الإلهية المنكرين لفضل أهل البيت الجاهلين لعلومهم ورتبتهم ، وربما يوجد فيهم من يظن بنفسه أنه خير منهم وأعلم وأكمل. فأمرونا عليهمالسلام بالكف عنهم وستر ما أمرهم.
« أن هؤلاء » أي الشيعة القابلين لأمرهم ، المسلمين لهم ، والشر ذمة بالكسر القليل من الناس « فاجعل محيانا محياهم » أي صير محياهم كمحيانا ، والمحيا مصدر ميمي ، وقيل : أي ما نحيا عليه من الإيمان والعمل الصالح ، وكذا الممات مصدر ميمي ، وقيل : ما نموت عليه من لقاء الله ورضوانه ، والمعنى صير مماتهم كمماتنا ويحتمل على بعد أن يكون المعنى اجعلهم بحيث يعدون حياتهم في حياتنا ، وموتهم في موتنا ، والإفجاع الإيلام والإيجاع ، قال الفيروزآبادي : فجعه كمنعه والفجع أن يوجع الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه وتفجع توجع للمصيبة.
« لم تعبد أبدا » لأن عبادة غير الشيعة ليست بصحيحة ، والمعصوم أيضا مع فقد الشيعة لا تتأتى منه بعض العبادات المتعلقة بالرئاسة والهداية ، مع أن المقصود هنا غير المعصوم والتنبيه على عدم صحة عبادة غير الشيعة.