باب التمحيص والامتحان
١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج وعلي بن رئاب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أن أمير المؤمنين عليهالسلام لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم
______________________________________________________
قال البيضاوي : أي لا يتقدمون ولا يتأخرون أقصر وقت ، أو لا يطلبون التأخر والتقدم لشدة الهول.
باب التمحيص والامتحان
أقول : التمحيص ابتلاء الإنسان واختباره ليتميز جيده من رديئه ، من محصت الذهب بالنار إذا خلصته ، والامتحان الاختبار بالمحنة ، وهي ما يمتحن به الإنسان من بلية ومشقة وتكليف صعب من محنت البئر إذا أخرجت ترابها وطينها ليبقى ماؤها خالصا صافيا ، وهو في حقه تعالى مجاز كما عرفت مرارا.
الحديث الأول : حسن.
والمقتل مصدر ميمي والضمير في « ذكرها » لأبي عبد الله عليهالسلام « إلا إن بليتكم قد عادت » أي ابتلاؤكم واختباركم قد عادت ، فإن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد بعث في زمان ألف الناس بالباطل وجروا عليه ، ونشأوا فيه من عبادة الأصنام وعادات الجاهلية ، ثم الناس بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم رجعوا عن الدين القهقرى إلى الكفر والردى ، وتبعوا أئمة الضلالة ونسوا عادات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في القسم بالسوية والعدل في الرعية وإقامة شرائع الدين ، وألفوا بالبدع والأهواء ، فلما أراد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ردهم إلى الحق قامت الحروب وعظمت الخطوب ، فعاد ما كان في ابتداء زمان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الفتن العظيمة ، فأشار عليهالسلام بذلك إلى أن الخلفاء الثلاثة كانوا أهل كفر ونفاق ، وأن أتباعهم كانوا أهل ضلال وشقاق.
وقيل : يعني صرتم أهل الجاهلية حيارى في دينكم ، مضطرين إلى من يحملكم