طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم ويا شوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم وسيجمعنا الله وإياهم في جنات عدن « وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ».
باب في الغيبة
١ ـ محمد بن يحيى والحسن بن محمد جميعا ، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن الحسن بن محمد الصيرفي ، عن صالح بن خالد ، عن يمان التمار قال كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام جلوسا فقال لنا إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد
______________________________________________________
« وطوبى » مؤنث أطيب منصوب بتقدير حرف النداء ، أو مرفوع بالابتدائية ، وسيأتي أنها اسم شجرة في الجنة.
« ويا شوقاه » الهاء للاستغاثة كأنه طلب من شوقه الإغاثة ، والعدن : الإقامة ، إشارة إلى قوله تعالى : « الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ ، رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) » قوله « وَمَنْ صَلَحَ » ، هنا عطف على آبائهم.
باب في الغيبة
الحديث الأول : مجهول أو ضعيف على المشهور ، بناء على أن جعفر بن محمد هو ابن مالك.
والجلوس جمع جالس « المتمسك فيها » الجملة استئناف أو نعت ، والخارط : من يضرب يده على الغصن ثم يمدها إلى الأسفل ليسقط ورقه ، والقتاد كسحاب : شجر صلب شوكة كالإبر ، وخرط القتاد ، مثل في ارتكاب صعاب الأمور ، قال الجوهري : وفي المثل ومن دونه خرط القتاد « ثم قال : هكذا بيده » أي أشار بيده تمثيلا لخرط القتاد ، بأن يأخذ يده الأخرى أو إصبعه بيده ومده من الأعلى إلى الأسفل
__________________
(١) سورة الأنفال : ٨.