عدوهم فأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى فعلماؤهم وأتباعهم خرس صمت في دولة الباطل منتظرون لدولة الحق وس « يُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ » ويمحق الباطل ها ، ها ،
______________________________________________________
عز وجل به.
أقول : أكثر المعاني مناسبة هنا ، وفي بعض النسخ : وذابوا بالذال المعجمة والباء وهو أظهر.
« وأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى » أي متوجهة إلى عالم القدس ، قال الشيخ البهائي رحمهالله في قوله عليهالسلام في رواية الصدوق (ره) : صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أي نفضوا عن أذيال قلوبهم غبار التعلق بهذه الخربة الموحشة الدنية ، وتوجهت أرواحهم إلى مشاهدة جمال حضرة الربوبية ، فهم مصاحبون بأشباحهم لأهل هذه الدار وبأرواحهم للملائكة المقربين الأبرار ، وحسن أولئك رفيقا.
« فعلماؤهم » أي الأئمة عليهماالسلام « وأتباعهم » من العلماء التابعين لهم ويكن تعميم الأول ليشمل خواص أصحابهم أيضا ، والثاني بحيث يشمل سائر الشيعة التابعين لعلماء الدين ، والخرس بالضم : جمع الأخرس كالصمت جمع الأصمت ، والثاني تفسير للأول والمعنى أنهم يعملون بالتقية ولا يظهرون الحق في غير محله « وسيحق الله الحق » السين للتقريب أو للتحقيق ، وإحقاق الحق إثباته وجعله غالبا (١) على الباطل ، وقد مر تأويل الكلمات بالأئمة عليهمالسلام ، وفسرها المفسرون بالآيات القرآنية ، أو بتقدير الله تعالى ، وهذا تضمين لقوله سبحانه : « وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ » (٢).
« ها » قيل : حرف تنبيه ينبه به المخاطب على ما يساق إليه من الكلام ، وتكريرها للتأكيد وقيل : ها ، ها ، حكاية البكاء بصوت عال.
أقول : ويحتمل أن يكون كناية عن التنفس العالي ليوافق نسخ النهج وغيره
__________________
(١) عاليا ، خ ل.
(٢) سورة الأنفال : ٨.