ويأنسون بما استوحش منه المكذبون وأباه المسرفون أولئك أتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة الله تبارك وتعالى وأوليائه ودانوا بالتقية عن دينهم والخوف من
______________________________________________________
« ويأنسون » قولا وفعلا كما مر « بما استوحش منه المكذبون » من أحاديث أرباب العصمة عليهمالسلام ، والمكذبون المخالفون الذين لا يصدقون بأئمة الدين ، والمسرفون : المتنعمون أو المجرمون الذين أسرفوا على أنفسهم « أولئك أتباع العلماء » والعلماء : الأئمة عليهمالسلام ، وتعريف المسند إليه باسم الإشارة للدلالة على أن اتصافهم بالخير لأجل الصفات المذكورة كما قالوا في قوله تعالى : « أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ » (١) وكذا « أولئك » بعد ذلك.
« صحبوا » خبر بعد خبر أو جملة استينافية « أهل الدنيا » أي المخالفين أو الأعم منهم ومن سائر المغترين بها الراكنين إليها « بطاعة الله » أي بسبب طاعة الله ، لأن الله أمرهم بذلك لهدايتهم أو للتقية منهم ، أو الباء للملابسة والظرف حال عن فاعل صحبوا ، أي لم يدخلوا في باطل أهل الدنيا ولم تشغلهم تلك المصاحبة عن طاعة ربهم « ولأوليائه (٢) » أي بالطاعة لأوليائه واللام زائدة ، وقيل : عطف على « بطاعة » أي لحفظ أوليائه أو الباء واللام كلاهما للسببية أي صحبوهم لطاعة الله ولطاعة أوليائه ، والظاهر أن اللام زيد من النساخ ، وقيل : المعنى مشاركتهم معهم إنما هي في طاعة الله وطاعة أوليائه ظاهرا وأما في الاعتقاد فهم في واد وأولئك في واد.
« ودانوا » أي عملوا أو عبدوا الله « بالتقية عن دينهم » التعدية لتضمين معنى الدفع ، وقيل : أي مصروفين عن دينهم بحسب الظاهر « والخوف » عطف على التقية أي بمقتضى الخوف أو ذلوا بالتقية والخوف.
وفي القاموس : الدين بالكسر : الجزاء والعادة والعبادة والطاعة والذل والداء والحساب والقهر والغلبة والاستعلاء والحكم والسيرة والتدبير واسم لجميع ما يتعبد الله
__________________
(١) سورة البقرة : ٥.
(٢) وفي المتن « وأوليائه » وهو الصحيح كما صرّح به الشارح (ره).