ثم قال لي ما الفتنة قلت جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين فقال يفتنون كما يفتن الذهب ثم قال يخلصون كما يخلص الذهب.
٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن سليمان بن صالح رفعه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال قال إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه ومن أنكره فذروه إنه لا بد من أن يكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن
______________________________________________________
ليجازين ، انتهى.
قوله : والفتنة في الدين ، أي إحداث شبهة تدعو إلى الخروج عن الإسلام ، وهذا احتراز عن الفتنة في الأموال والأنفس بنقص الثمرات والأمراض والطاعون ونحو ذلك « فقال يفتنون » تقوية لما قاله الراوي « كما يفتن الذهب » بالنار لا بقاء الصافي وإذهاب الغش أو الامتحان أنه جيد أو رديء ، فعلى الأول يخلصون على بناء المفعول تفسير للسابق ، في النهاية يقال : فتنة أفتنه فتنا وفتونا إذا امتحنه.
الحديث الخامس : مرفوع.
وفي المغرب : اشمأز الرجل اشمئزازا تقبض ، انتهى.
والمراد بالحديث غرائب أحوالهم وأسرارهم وشؤونهم ، ومنها أمر الغيبة وامتدادها ، ووقوع البداء فيها ، بل القدح في الخلفاء الغاصبين وإثبات كفرهم وارتداد أكثر الصحابة ، فإنها كانت مما لا تقبله قلوب أكثر الناس في ذلك الزمان ، والظاهر أن المراد بالفتنة الغيبة وامتدادها « يسقط فيها » أي يخرج من الدين ويزل ويضل « كل بطانة » بطانة الثوب بالكسر خلاف ظهارته ، استعيرت هنا لمن كان مخصوصا بالأئمة عليهمالسلام ، وكان محلا لأسرارهم ، قال في المغرب : بطانة الرجل خاصته مستعارة من بطانة الثوب الباطنة ، وفي النهاية : وليجة الرجل بطانته ودخلاؤه وخاصته ، انتهى.
وشق الشعر بشعرتين كناية شايعة بين العرب والعجم عن كمال تدقيق النظر