المسلمين واللزوم لجماعتهم فإن دعوتهم محيطة من ورائهم.
______________________________________________________
وإخلاص النية في عبادته ، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق والعمل بما فيه ، ونصيحة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لما أمر به ونهى عنه ، ونصيحته الأئمة أن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إذا جاروا ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم ، انتهى.
وأقول : لما كان الإمام عنده كل من اجتمع الناس عليه من خلفاء الحق والجور فسر نصيحة الأئمة بما ترى « واللزوم لجماعتهم » الضمير إما للأئمة أي لما اجتمعوا عليه فإنه ليس بينهم اختلاف ولا تفرق ، وكلهم على أمر واحد أو للقوم الذين اتفقوا عليهم وهم الشيعة الإمامية ، أو الضمير راجع إلى المسلمين ويرجع إلى المعنى الثاني فإن جماعة المسلمين هم أئمة الحق ومن اتفقوا عليهم فإنهم على أمر واحد ليس فيهم اختلاف الآراء والأهواء.
كما روى الصدوق (ره) في معاني الأخبار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما جماعة أمتك؟ قال : من كان على الحق وإن كانوا عشرة ، وفي رواية أخرى عن أبي حميد رفعه قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : أخبرني عن السنة والبدعة ، وعن الجماعة وعن الفرقة؟ فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : السنة ما سن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والبدعة ما أحدث من بعده ، والجماعة أهل الحق وإن كانوا قليلا والفرقة أهل الباطل وإن كانوا كثيرا ، وقيل : المراد ملازمة صلاة الجماعة مع المسلمين ولا يخفى بعده.
« فإن دعوتهم محيطة من ورائهم » الظاهر إرجاع الضميرين إلى المسلمين ، والدعوة المرة من الدعاء وإضافتها إلى الضمير إضافة إلى المفعول ، أي دعاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم محيطة بهم ، فإذا دخل فيهم ولزم جماعتهم شمله ذلك الدعاء ، أو إلى الفاعل أي دعاء المسلمين بعضهم لبعض يشمله ، ويحتمل إرجاع الضمير الأول إلى الأئمة ، والثاني إلى المسلمين ، أي دعاء الأئمة عليهمالسلام بشيعتهم يشمله.