دعا الحجر فلم يجبه فقال علي بن الحسين عليهالسلام يا عم لو كنت وصيا وإماما لأجابك قال له محمد فادع الله أنت يا ابن أخي وسله فدعا الله علي بن الحسين عليهالسلام بما أراد ثم قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي عليهالسلام قال فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ثم أنطقه الله عز وجل بلسان عربي مبين فقال اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي عليهالسلام إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله قال فانصرف محمد بن علي وهو يتولى علي بن الحسين عليهالسلام
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن
______________________________________________________
« لما » إيجابية بمعنى إلا ، و « مبين » اسم فاعل من الإبانة بمعنى الإظهار ورفع الاشتباه « وهو يتولى » أي يقر بإمامته.
واعلم أن الأخبار في حال محمد بن الحنفية مختلفة ، فمنها ما يؤول على جلالة قدره كما هو المشهور عند الإمامية ، ومنها ما يدل على صدور بعض الزلات منه وهذا الخبر منها ، فإن ادعاء الإمامة بغير حق كفر ، لا سيما مع العلم بالإمام ، فإنه ظاهر أنه كان قد سمع مرارا من أبيه وأخويه عليهمالسلام النص على الاثني عشر عليهمالسلام وقد مر أنه كان حاضرا عند وصية أمير المؤمنين عليهالسلام وقد نص على علي بن الحسين عليهالسلام بمحضره ، وقد يأول هذا بأن هذا الدعوى كان على سبيل المصلحة لئلا تنخدع ضعفة الشيعة بأنه أكبر وأقرب وأولى بالإمامة ، وتأخره عن الحسين صلوات الله عليه أيضا مما يطعن به فيه ، ويحتمل أن يكون رخصه عليهالسلام لبعض المصالح ، وأما ادعاء المختار وأصحابه من الكيسانية إمامته ومهدويته وغيبته فالظاهر أنها كانت بغير رضاه بل بغير خبره واطلاعه ، وبالجملة حسن القول فيهم أو ترك التعرض لهم أحسن من القدح فيهم والله يعلم.
وروى الطبرسي وابن شهرآشوب عن المبرد في الكامل قال : قال أبو خالد