مني قال ثم تلا أبو عبد الله عليهالسلام ـ قول الله عز وجل : « الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ » فهذه واحدة من ثلاث خصال : « وَرَحْمَةٌ » اثنتان « وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ » (١) ثلاث ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا.
٢٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال مروة الصبر في حال الحاجة والفاقة والتعفف والغنى أكثر من
______________________________________________________
أمير المؤمنين عليهالسلام : إن قولنا إنا لله ، إقرار علي أنفسنا بالملك ، وقولنا وإنا إليه راجعون ، إقرار على أنفسنا بالهلك ، وإنما كانت هذه اللفظة تعزية عن المصيبة لما فيها من الدلالة على أن الله تعالى يجبرها إن كانت عدلا ، وينصف من فاعلها إن كانت ظلما ، وتقديره إنا لله تسليما لأمره ورضا بتدبيره ، وإنا إليه راجعون ، ثقة بأنا نصير إلى عدله وانفراده بالحكم في أموره.
« صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ » أي ثناء جميل من ربهم وتزكية وهو بمعنى الدعاء لأن الثناء يستحق دائما ، ففيه معنى اللزوم كما أن الدعاء يدعى به مرة بعد مرة ، ففيه معنى اللزوم ، وقيل : بركات من ربهم عن ابن عباس ، وقيل : مغفرة من ربهم ورحمة أي نعمة عاجلا وآجلا ، فالرحمة النعمة على المحتاج ، وكل أحد يحتاج إلى نعمة الله في دنياه وعقباه.
« وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ » أي المصيبون طريق الحق في الاسترجاع وقيل : إلى الجنة والثواب ، انتهى.
قوله : هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا ، أي فكيف من أنفق بطيب نفسه.
الحديث الثاني والعشرون : ضعيف.
وقد مضى معنى المروة وهي الصفات التي بها تكمل إنسانية الإنسان ، و
__________________
(١) سورة البقرة : ١٧٥.