صار شيعتكم أصبر منكم قال لأنا نصبر على ما نعلم وشيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون.
______________________________________________________
عليهم أشق وأشد « لأنا نصبر على ما نعلم ».
أقول : يحتمل وجوها : « الأول » وهو الأظهر أن المعنى إنا نصبر على ما نعلم نزوله قبل وقوعه ، وهذا مما يهين المصيبة ويسهلها وشيعتنا تنزل عليهم المصائب فجأة مع عدم علمهم بها قبل وقوعها ، فهي عليهم أشد ، ويؤيده ما مر أن قوله تعالى : « ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ » (١) نزل فيهم عليهمالسلام فتدبر.
الثاني : أن المعنى إنا نصبر على ما نعلم كنه ثوابه ، والحكمة في وقوعه ، ورفعة الدرجات بسببه وشيعتنا ليس علمهم بجميع ذلك كعلمنا وهذه كلها مما يسكن النفس عند المصيبة ويعزيها.
الثالث : أنا نصبر على ما نعلم عواقبه وكيفية زواله وتبدل الأحوال بعده كعلم يوسف عليهالسلام في الجب بعاقبة أمره واحتياج الأخوة إليه ، وكذا علم الأئمة عليهمالسلام برجوع الدولة إليهم والانتقام من أعدائهم وابتلاء أعدائهم بأنواع العقوبات في الدنيا والآخرة ، وهذا قريب من الوجه الثاني.
__________________
(١) سورة الحديد : ٢٢ ـ ٢٣.