وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي ولا تستسب لي عندهم بإظهار مكتوم سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي.
٤ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حمزة بن بزيع ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض.
٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم
______________________________________________________
ويحتمل أن يكون عني متعلقا بأظهر أي أظهر من قبلي المداراة كما قال تعالى : ( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً » (١).
« ولا تستسب لي عندهم » أي لا تظهر عندهم من مكتوم سري ما يصير سببا لسبهم وشتمهم لي أو لك فيكون بمنزلة سبي كما ورد هذا في قوله تعالى : « وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ » (٢) فقد روى العياشي عن الصادق عليهالسلام أنه سئل عن هذه الآية؟ فقال : أرأيت أحدا يسب الله؟ فقيل : لا ، وكيف؟ قال : من سب ولي الله فقد سب الله؟ وفي غيره عنه عليهالسلام قال : لا تسبوهم فإنهم يسبوكم ، ومن سب ولي الله فقد سب الله.
« فتشرك عدوك » يدل على أن السبب للفعل كالفاعل له.
الحديث الرابع : صحيح على الظاهر لأن في حمزة كلام « بأداء الفرائض » أي الصلوات الخمس أو كلما أمر به في القرآن.
الحديث الخامس : ضعيف.
وكان المراد بالمداراة هنا التغافل والحلم عنهم وعدم معارضتهم ، وبالرفق الإحسان إليهم وحسن معاشرتهم ، ويحتمل أن يكون مرجعهما إلى أمر واحد ،
__________________
(١) سورة طه : ٤٤.
(٢) سورة الأنعام : ١٠٨.