فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان الثياب قال فقال جعفر عليهالسلام فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال فلما رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال :
الحمد لله الذي نصر محمدا وأقر عينه ألا أبشركم فقلت بلى أيها الملك فقال إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أن الله عز وجل قد نصر نبيه محمدا صلىاللهعليهوآله وأهلك عدوه وأسر فلان وفلان وفلان التقوا بواد
______________________________________________________
وقال الفيروزآبادي : النجاشي بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح وتكسر نونها أو هو أفصح : أصحمة ملك الحبشة ، انتهى.
وجعفر بن أبي طالب هو أخو أمير المؤمنين عليهالسلام وكان أكبر منه عليهالسلام بعشر سنين وهو من كبار الصحابة ومن الشهداء الأولين وهو صاحب الهجرتين هجرة الحبشة وهجرة المدينة ، واستشهد يوم مؤتة سنة ثمان ، وله إحدى وأربعون سنة فوجد فيما أقبل من جسده تسعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ، وقطعت يداه في الحرب فأعطاه الله جناحين يطير بهما في الجنة فلقب ذا الجناحين ، وقال الجوهري : ثوب خلق أي بال ، يستوي فيه المذكر والمؤنث لأنه في الأصل مصدر الأخلق وهو الأملس والجمع خلقان ، انتهى.
« فأشفقنا منه » أي خفنا عن حاله ومما رأينا منه أن يكون أصابه سوء ، يقال : أشفق منه أي خاف وحذر وأشفق عليه أي عطف عليه ، والعين الجاسوس « وأهلك عدوه » أي السبعين الذين قتلوا ، منهم أبو جهل وعتبة وشيبة وأسر أيضا سبعون ، وبدر اسم موضع بين مكة والمدينة وهو إلى المدينة أقرب ، ويقال : هو منها على ثمانية وعشرين فرسخا ، وعن الشعبي أنه اسم بئر هناك ، قال : وسميت بدرا لأن الماء كان لرجل من جهينة اسمه بدر كذا في المصباح ، وقال : الأراك شجر من الخمط يستاك بقضبانه ، الواحدة أراكة ويقال : هي شجرة طويلة ناعمة كثيرة الورق والأغصان خوارة