جبل منكن فتطاولت وشمخت وتواضع الجودي وهو جبل عندكم فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل قال فقال نوح عليهالسلام عند ذلك يا ماري أتقن وهو
______________________________________________________
إن سفينة نوح كانت مأمورة فطافت بالبيت حيث غرقت الأرض ثم أتت مني في أيامها ثم رجعت السفينة وكانت مأمورة وطافت بالبيت طواف النساء ، فهذا الخبر كالتفسير لخبر المتن.
وفي القاموس : طاولني فطلته كنت أطول منه في الطول والطول جميعا وتطاول وتطايل واستطال امتد وارتفع وتفضل وتطاول ، وقال : شمخ الجبل علا وطال ، والرجل بأنفه تكبر ، انتهى.
وهذه الجملة إما على الاستعارة التمثيلية إشارة إلى أن الناس لما ظنوا وقوعها على أطول الجبال وأعظمها ولم يظنوا ذلك بالجودي ، وجعلها الله عليه فكأنها تطاولت وكان الجودي خضع فإذا كان التواضع الخلقي مؤثرا في ذلك فالتواضع الإرادي أولى بذلك ، ويحتمل أن يكون الله تعالى أعطاها في ذلك الوقت الشعور وخاطبها للمصلحة ، فالجميع محمول على الحقيقة ، وقد يقال : للجمادات شعور ضعيف بل لها نفوس أيضا وفهمه مشكل وإن أو ما إليه بعض الآيات والروايات.
قوله عليهالسلام : وهو جبل عندكم ، أقول : في تفسير العياشي وتواضع جبل عندكم بالموصل يقال له الجودي ، وأقول : اختلفوا في الجودي قال الطبرسي : قال الزجاج : الجودي جبل بناحية آمد وقال غيره : بقرب جزيرة الموصل ، وقال أبو مسلم : الجودي اسم لكل جبل وأرض صلبة ، انتهى.
وأقول : يظهر من بعض الأخبار أنه كان بقرب الكوفة ، ومن بعضها أنها الغري على مشرفه السلام ، والجؤجؤ كهدهد : الصدر ، واللام في الجبل للعهد أي الجودي ، وفي العياشي : فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودي فوقعت عليه ، فقال نوح : بارأت قنى ، بارأت قنى ، قال : قلت :
جعلت فداك أي شيء هذا الكلام؟ فقال : اللهم أصلح ، اللهم أصلح ، وأقول : كأنه