وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني فمن ذا الذي أملني لنوائبه فقطعته دونها ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي وأمرتهم أن لا يغلقوا
______________________________________________________
« وهي مغلقة » أي أبواب الحاجات مغلقة ومفاتيحها بيده سبحانه ، وهو استعارة على التمثيل للتنبيه على أن قضاء الحاجة المرفوعة إلى الخلق لا يتحقق إلا بإذنه والنائبة المصيبة واحدة نوائب الدهر أي أمل رحمتي لدفع نوائبه.
« فقطعته دونها » أي فجعلته منقطعا عاجزا قبل الوصول إلى دفعها من قولهم قطع بفلان فهو مقطوع به إذا عجز عن سفره من نفقة ذهبت أو قامت عليه راحلة ونحوه ، فالدفع أو نحوه مقدر في الموضعين ، أو التقدير فقطعته أي تجاوزت عنه عند تلك المصيبة فلم أخلصه عنها من قولهم قطع النهر إذا تجاوزه ، وقيل : المعنى قطعته عن نفسي قبل تلك المصيبة فلم أرافقه لدفعها ، وقيل : أي قطعته عند النوائب وهجرته ، أو منعته من أمله ورجائه ولم أدفع نوائبه تقول : قطعت الصديق قطيعة إذا هجرته ، وقطعته من حقه إذا منعته.
« لعظيمة » أي لمطالب عظيمة أو لنازلة عظيمة عندي محفوظة أي لم أعطهم إياها لعدم مصلحتهم ، وحفظت عوضها من المثوبات العظيمة فلم يرضوا بهذا الحفظ بل حملوه على التقصير أو العجز ، أو قلة اللطف وعجلوا طلبها وطلبوا من غيري « ممن لا يمل » أي من الملائكة « وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب » كناية عن السعي في قضاء حوائجهم أو رفع وساوس الشيطان عنهم وتوفيقهم للدعاء والمسألة ، بل الدعاء وسؤال المغفرة والرحمة لهم ، أو رفع حاجاتهم إلى الله وعرضها عليه سبحانه وإن كان تعالى عالما بها ، فإنه من أسباب الإجابة ، وكل ذلك ورد في الآيات والأخبار مع أنه لا استبعاد في أن يكون للسماوات أبواب تفتح عند دعاء المؤمنين علامة لإجابتهم.