بن داود المنقري ، عن علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه أن رجلا سأل علي بن الحسين عليهالسلام عن الزهد فقال عشرة أشياء فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا
______________________________________________________
كان فيه الزهد عشرة أجزاء ، ومنهم من جعل الأجزاء العشرة باعتبار ترك عشرة أشياء : المال والأولاد واللباس والطعام والزوجة والدار والمركوب والانتقام من العدو والحكومة وحب الشهرة بالخير ، وهو تكلف مستغنى عنه ، وسيأتي بعض الأقسام في الحديث الثاني عشر.
والآيات في الحديد هكذا : « اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ » إلى قوله سبحانه « وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ » ثم قال تعالى بعد آية : « ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ، لِكَيْلا تَأْسَوْا ».
قال المفسرون : أي كتبنا ذلك في كتاب لكيلا تأسوا أي تحزنوا على ما فاتكم من نعم الدنيا « وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ » أي بما أعطاكم منها ، وقال الطبرسي (ره) :
والذي يوجب نفي الأسي والفرح من هذا أن الإنسان إذا علم أن ما فات منها ضمن الله تعالى العوض عليه في الآخرة فلا ينبغي أن يحزن لذلك ، وإذا علم أن ما ناله منها كلف الشكر عليه والحقوق الواجبة فيه فلا ينبغي أن يفرح به وأيضا فإذا علم أن شيئا منها لا يبقى فلا ينبغي أن يهتم له بل يجب أن يهتم لأمر الآخرة التي تدوم ولا تبيد ، انتهى.
ولا يخفى أن هذين الوجهين لا ينطبقان على التعليل المذكور في الآية إلا أن يقال : أن هذه الأمور أيضا من الأمور المكتوبة ، ولذا قال غيره : أن العلة في ذلك أن من علم أن الكل مقدر هان عليه الأمر.