الدنيا وحب الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك حب الدنيا رأس كل خطيئة والدنيا دنياءان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة.
______________________________________________________
قال : أكثر لأن قدر الكفاف لا بد منه « فتشعب من ذلك » أي من ذلك المذكور وهو الكبر والحرص والحسد ، والتخصيص بالحسد بعيد معنى « حب النساء » أي لمحض الشهوة لا لاتباع السنة ، أو إذا انتهى إلى الحرام والشبهة « وحب الدنيا » أي حياة الدنيا وكراهة الموت لئلا ينافي اجتماعهن في حب الدنيا وإن احتمل أن يكون المراد اجتماع الخمسة ، أو الظرفية المجازية « وحب الرئاسة » أي بغير استحقاق أو الباطلة أو لمحض الاستيلاء والغلبة.
« وحب الراحة » كان النوم أيضا داخل فيها « وحب الكلام » أي بغير فائدة أو للفخر والمراء « وحب العلو » أي في المجالس أو الأعم « وحب الثروة » أي الكثرة في الأموال أو الأعم منها ومن الأولاد والعشائر والأتباع.
وروي في المحاسن عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أول ما عصى الله به ست : حب الدنيا ، وحب الرئاسة ، وحب الطعام ، وحب النساء ، وحب النوم ، وحب الراحة.
قوله عليهالسلام : والعلماء ، أي الأوصياء أو الأعم وقولهم أما بالوحي أو بعلومهم الكاملة ، ثم لما كان هنا مظنة أن ارتكاب كل ما في الدنيا مذموم قسم عليهالسلام الدنيا إلى « دنيا بلاغ » أي تبلغ به إلى الآخرة ويحصل بها مرضات الرب تعالى أو دنيا تكون بقدر الضرورة والكفاف فالزائد عليها « ملعونة » أي ملعون صاحبها فالإسناد على المجاز أو هي ملعونة أي بعيدة من الله ومن الخير والسعادة قال في النهاية : البلاغ ما يتبلغ ويتوصل به إلى الشيء المطلوب ، وفي المصباح : البلغة ما يتبلغ به من العيش ولا يفضل يقال : تبلغ به إذا اكتفى به ، وفي هذا بلاغ وبلغة وتبلغ أي كفاية.