إني [ إنما ] ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللب والعلم بالله كفيء الظلال يا جابر فاحفظ ما استرعاك الله جل وعز من دينه وحكمته ولا تسألن عما لك عنده
______________________________________________________
بالكسر جمع الظل وهو والفيء بمعنى واحد عن كثير من الناس ، وقال ابن قتيبة : الظل يكون غدوة وعشية والفيء لا يكون إلا بعد الزوال لأنه ظل فاء عن جانب المغرب إلى جانب المشرق والفيء الرجوع ، وقال ابن السكيت : الظل من الطلوع إلى الزوال والفيء من الزوال إلى الغروب ، وقال تغلب : الظل للشجرة وغيرها للغداة ، والفيء للعشاء ، وقال رؤبة : كلما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو ظل وفيء ، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل ومن هنا قيل : الشمس تنسخ الظل والفيء ينسخ الشمس.
والمراد هنا بالفيء إما المصدر أي كرجوع الظلال أي كما تظل في ظل شجرة مثلا فتنتفع به ساعة فترجع عنك فتكون في الشمس أو المراد بالفيء الظل وشجرة مثلا فتنتفع به ساعة فترجع عنك فتكون في الشمس أو المراد بالفيء الظل وبالظلال ما أظلك من شجر وجدار ونحوهما ، أو المراد بالظلال قطعات السحاب التي توارى الشمس قليلا ثم تذهب وهذا أنسب.
قال في القاموس : الظل من كل شيء شخصه ، ومن السحاب ما وارى الشمس منه والظلالة بالكسر السحابة تراها وحدها وترى ظلها علي الأرض ، وكسحاب ما أظلك ، وقال : راعيته لاحظته محسنا إليه ، والأمر نظرت إلى م يصير وأمره حفظه كرعاه ، واسترعاه إياهم استحفظه ، انتهى.
وفي تحف العقول : فاحفظ يا جابر ما أستودعك من دين الله وحكمته.
وقوله عليهالسلام : ولا تسألن ، أقول : يحتمل وجوها : الأول : أن يكون المعنى لا تبالغ في الدعاء والسؤال من الله عما لك عنده من الرزق وغيره مما ضمن لك ، ولكن سله التوفيق عما له عندك من الطاعات ، والاستثناء ظاهره الانقطاع ، ويحتمل الاتصال أيضا لأن التوفيق والإعانة أيضا عما للعبد عند الله.