أتاه وذلك قول الله عز وجل « وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ » (١).
١٧ ـ عنه ، عن علي بن الحكم ، عن موسى بن بكر ، عن أبي إبراهيم عليهالسلام قال قال أبو ذر رحمهالله جزى الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير
______________________________________________________
تعب وليس كل تعب شقاوة ، فالتعب أعم من الشقاوة ، وفي التحف فلرب حريص على أمر من أمور الدنيا قد ناله فلما ناله كان عليه وبالا وشقي به ، ولرب كاره لأمر من أمور الآخرة قد ناله فسعد به ، وإلى هنا انتهى الخبر فيه.
قوله : وليمحص الله ، الآية في آل عمران عند ذكر غزوة أحد حيث قال تعالى : « وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ، وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ».
قال الطبرسي (ره) بين وجه المصلحة في مداولة الأيام بين الناس ، أي وليبتلي الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين بنقصهم ، أو ليخلص الله ذنوب المؤمنين أو ينجي الله الذين آمنوا من الذنوب بالابتلاء ويهلك الكافرين بالذنوب عند الابتلاء.
أقول : هذا الوجه الأخير أنسب بالخبر ليكون استشهادا للجزءين معا فإن الكافرين كانوا حرصاء في الغلبة على المؤمنين فنالوها فصارت سببا لشقاوتهم ومزيد عذابهم ، والمؤمنين كانوا كارهين للمغلوبية فصارت سببا لمزيد سعادتهم وتمحيص ذنوبهم.
قال الراغب : أصل المحص تخليص الشيء مما فيه من عيب يقال محصت الذهب ومحصته إذا أزلت عنه ما يشوبه من خبث ، قال تعالى : « وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا » فالتمحيص هنا كالتزكية والتطهير.
الحديث السابع عشر : ضعيف كالموثق.
« جزى الله الدنيا عني مذمة » قوله : مذمة مفعول ثان لجزى أي يوفقني
__________________
(١) سورة آل عمران : ١٤١.