أتغدى بأحدهما وأتعشى بالآخر وبعد شملتي الصوف أتزر بإحداهما وأتردى بالأخرى.
١٨ ـ وعنه ، عن علي بن الحكم ، عن المثنى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال كان أبو ذر رضياللهعنه يقول في خطبته يا مبتغي العلم كأن شيئا
______________________________________________________
لأن أجزيه ، وقيل : أحال الذم إلى الله نيابة عنه للدلالة على كمال ذمه فإن كل فعل من الفاعل القوي قوي وفي النهاية الشملة كساء يتغطى به ويتلفف فيه ، انتهى.
ويدل على جواز لبس الصوف بل استحبابه وما ورد بالنهي والذم فمحمول على المداومة عليه أو على ما إذا لم يكن للقناعة بل لإظهار الزهد والفضل كما ورد في وصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر رضياللهعنه : يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم ، يرون أن لهم بذلك الفضل على غيرهم ، وسيأتي الكلام فيه في أبواب التجمل إنشاء الله تعالى.
الحديث الثامن عشر : حسن.
« يا مبتغي العلم » أي يا طالبه « كان شيئا من الدنيا » هذا يحتمل وجوها :
« الأول » أن يكون إلا في قوله : إلا ما ينفع ، كلمة استثناء وما موصولة ، فالمعنى أن ما يتصور في هذه الدنيا أما شيء ينفع خيره أو شيء يضر شره كل أحد إلا من رحم الله فيغفر له إما بالتوبة أو بدونها.
الثاني : أن يكون مثل السابق إلا أنه يكون المعنى أن كل شيء في الدنيا له جهة نفع وجهة ضر لكل الناس إلا من رحم الله فيوفقه للاحتراز عن جهة شره.
الثالث : أن يكون كلمة ما مصدرية والاستثناء من مفعول يضر أي ليس شيء من الدنيا شيئا إلا نفع خيره وإضرار شره كل أحد إلا من رحم الله.
الرابع : ما قيل : أن إلا بالتخفيف حرف تنبيه وما نافية والضميران للشيء ومعنى الاستثناء أن المرحوم ينتفع بخيره ولا يتضرر من شره ، وقيل في بيان هذا