أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ » (١) وقال : « وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ
______________________________________________________
وقال البيضاوي في الأولى « فَلا تُعْجِبْكَ » « إلخ » فإن ذلك استدراج ووبال لهم كما قال « إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها » ، بسبب ما يكابدون لجمعها وحفظها من المتاعب وما يرون فيها من الشدائد والمصائب « وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ » أي فيموتوا كافرين مشتغلين بالتمتع عن النظر في العاقبة فيكون ذلك استدراجا له ، وقال في الأخرى : تكرير للتأكيد والأمر حقيق به فإن الأبصار طامحة إلى الأموال والأولاد ، والنفوس مغتبطة عليها ، ويجوز أن يكون هذه في فريق غير الأول.
« وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ » قال في الكشاف : أي نظر عينيك ومد النظر تطويله وإن لا يكاد يرده استحسانا للمنظور إليه وتمنيا أن يكون له مثله ، وفيه أن النظر غير الممدود معفو عنه ، وذلك مثل نظر من باده الشيء بالنظر ثم غض الطرف وقد شدد العلماء من أهل التقوى في وجوب غض البصر عن أبنية الظلمة وعدد الفسقة في اللباس والمراكب وغير ذلك ، لأنهم اتخذوا هذه الأشياء لعيون النظارة فالناظر إليها محصل لغرضهم وكالمغرى لهم على اتخاذها.
« أَزْواجاً مِنْهُمْ » قال البيضاوي : أصنافا من الكفرة ويجوز أن يكون حالا من الضمير والمفعول منهم أي إلى الذي متعنا به ، وهو أصناف بعضهم وناسا منهم « زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا » منصوب بمحذوف دل عليه متعنا أو به على تضمينه معنى أعطينا أو بالبدل من محل به أو من أزواجا بتقدير مضاف وذويه ، أو بالذم وهي الزينة والبهجة « لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ » لنبلونهم ونختبرهم فيه أو لنعذبهم في الآخرة بسببه « وَرِزْقُ رَبِّكَ » وما ادخره لك في الآخرة أو ما رزقك من الهدى والنبوة « خَيْرٌ » مما منحهم في الدنيا « وَأَبْقى » فإنه لا ينقطع وإنما ذكرنا تتمة الآيتين لأنهما مرادتان
__________________
(١) سورة التوبة : ٥٦. وفي المصحف « فلا تعجبك » كما تنبّه به الشارح (ره).