من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله ثلاثين سنة « وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ».
______________________________________________________
وإن بعدوا ، وهذا أقرب إلى الصواب بشرط أن يكونوا في العرف من الأقارب ، وإلا فجميع الناس يجمعهم آدم وحواء.
وأما القبائل العظيمة كبني هاشم في هذا الزمان هل يعدون أرحاما؟ فيه إشكال.
ويدل على دخولهم فيها ما رواه علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى : « فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ » (١) أنها نزلت في بني أمية وما صدر منهم بالنسبة إلى أهل البيت عليهمالسلام.
قال ابن الأثير في النهاية : فيه من أراد أن يطول عمره فليصل رحمه وقد تكرر في الحديث ذكر صلة الرحم وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار ، والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم ، وكذلك إن بعدوا وأساءوا ، وقطع الرحم ضد ذلك كله يقال : وصل رحمه يصلها وصلا وصلة والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة فكأنه بالإحسان إليهم قد وصل ما بينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر ، انتهى.
وقال الشهيد الثاني (ره) : اختلف الأصحاب في أن القرابة من هم؟ لعدم النص الوارد في تحقيقه ، فالأكثر أحالوه على العرف وهم المعروفون بنسبة عادة سواء في ذلك الوارث وغيره ، وللشيخ قول بانصرافه إلى من يتقرب إليه إلى آخر أب وأم في الإسلام ، ولا يرتقي إلى آباء الشرك وإن عرفوا بقرابته عرفا لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قطع الإسلام أرحام الجاهلية ، وقوله تعالى لنوح : « إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ » (٢) وقال ابن الجنيد : من جعل وصيته لقرابته وذوي رحمه غير مسمين كانت لمن تقرب إليه من جهة ولده أو والديه ولا اختار أن يتجاوز بالتفرقة ولد الأب الرابع ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يتجاوز ذلك في تفرقة سهم ذوي القربى من الخمس ، ثم على أي معنى حمل ،
__________________
(١) سورة محمد : ٢٢.
(٢) سورة هود : ٤٦.