يطلق (١) على آياته. « ولم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى » أي إنما خلق الحروف المفردة التي ليس لها موضوع غير أنفسها ، ولم يجعل لها وضعا ولا معنى ينتهي إليه ويوجد ويعرف بذلك الحرف ، ويحتمل أن يكون المراد بالمعنى الصفة أي أول ما خلقها كان غير موصوف بمعنى وصفة ينتهي إليها ويوجد ، لانها كانت مبدعة بمحض الابداع ولم يكن هناك شئ غير الابداع والحروف حتى يكون معنى للحروف أو صفة لها ، والمراد بالنور الوجود ، إذ به تظهر الاشياء كما تظهر الموجودات للحس بالنور ، والابداع هو الايجاد ، وبالايجاد تصير الاشياء موجودة فالابداع هو التأثير ، والحروف هي الاثر موجودة بالتأثير ، وبعبارة اخرى : الحروف محل التأثير ، وعبر عنه بالمفعول والفعل ، والاثر هو الوجود.
« فأما الخمسة المختلفة فبحجج » كذا في أكثر النسخ ، أي إنما حدثت بأسباب وعلل من انحراف لهجات الخلق ، واختلاف منطقهم ، لا ينبغي ذكرها. وفي بعضها « فبحح » بالحائين من « البحة » وهي الغلظة في الصوت ، والاظهر أنه عليهالسلام ذكر تلك الحروف فاشتبه على الرواة وصحفوها ، فالخمسة : « الكاف » في قولهم « بكو » أي تكلم ، و « الجيم » المنقوطة بثلاث نقاط كما في قولهم « جه ميكوئى؟ » و « الزاء » في قولهم « زاله » و « الباء » في قولهم « بياده » و « بياله » والتاء الهندية. ثم ركب الحروف وأوجد الاشياء (٢) وجعلها فعلا منه ، كما قال « إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون » فكن صنع وإيجاد للاشياء ، وما يوجد به هو المصنوع فأول صادر عنه تعالى هو الايجاد ، وهو معنى لا وزن له ولا حركة ، وليس بمسموع ولا ملون ولا محسوس ، والخلق الثاني يعنى الحروف غير موزون ولا ملون لكنها مسموعة موصوفة ولا يمكن إبصارها والخلق الثالث وما هو وجد بهذه الحروف من السماوات والارضين وغيرهما هي محسوسة ملموسة مذوقة مبصرة فالله مقدم بوجوده
____________________
(١) في بعض النسخ ، يطلقان.
(٢) في نسخة : بها الاشياء.