زوال وانتقال عن الحالة الاولى ، ولو كان قديما ما زال ولا حال ، لان الذي يزول ويحول يجوز أن يوجد ويبطل فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث وفي كونه في الاولى دخوله في العدم ، ولن تجتمع صفة الازل والعدم في شئ واحد « الخبر » (١).
٦٦ ـ ومنه : عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن عبدالرحمان بن أبي نجران ، عن حماد بن عثمان ، عن عبدالرحيم ، قال : كتبت على يدي عبدالملك بن أعين (٢) إلى أبي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك ، اختلف الناس في القرآن ، فزعم قوم أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وقال آخرون : كلام الله مخلوق. فكتب عليهالسلام : القرآن كلام الله محدث غير مخلوق وغير أزلي مع الله تعالى ذكره وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، كان الله عزوجل ولا شئ غير الله معروف ولا مجهول ، وكان عزوجل ولا متكلم ولا مريد ولا متحرك ولا فاعل عزوجل ربنا فجميع هذه الصفات محدثة عند حدوث الفعل منه عزوجل ربنا ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، فيه خبر من كان قبلكم وخبر ما يكون بعدكم ، انزل من عند الله على محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله (٣).
قال الصدوق رحمه الله : معنى قوله عليهالسلام « غير مخلوق » غير مكذوب ، ولا يعني به أنه غير محدث ، لانه قد قال « محدث غير مخلوق وغير أزلي مع الله تعالى ذكره » وإنما منعنا من إطلاق المخلوق عليه لان المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا
____________________
(١) التوحيد : ص ٢١٦. وقد مر الحديث بتمامه مع شرحه تحت الرقم٣٢.
(٢) عبدالملك بن أعين الشيبانى الكوفى تابعى أخو زرارة بن أعين ووالد ضريس مات في حياة أبى عبدالله عليهالسلام ويذكر في عداد اصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام كان مستقيما دعا له ابوعبدالله عليهالسلام واجتهد في الدعاء والترحم عليه. روى الكشى عن زرارة أن ابا عبدالله عليهالسلام قال بعد موت عبدالملك ، اللهم إن أبا الضريس كنا عنده خيرتك من خلقك فصيره في ثقل محمد صلواتك عليه وآله يوم القيامة. ثم قال عليهالسلام سبحان الله! أين مثل أبى الضريس؟ لم يأت بعد!
(٣) التوحيد : ص ١٥٩.