فقلت له : «ما برحت المسجد».
فقال عليهالسلام : «أما تعلم أنّ أمرنا هذا لا ينال إلآ بالورع » (١).
وروى غيره عن أبي بصير قال : دخلت المدينة وكانت معي جويرة لي فاصبت منها ، ثمّ خرجت إلى الحمّام فلقيت أصحابنا الشيعة وهم متوجّهون إلى أبي عبدالله عليهالسلام ، فخفت أن يسبقوني ويفوتني الدخول عليه ، فمشيت معهم حتّى دخلت الدار معهم ، فلمّا مثلت بين يدي أبي عبدالله عليهالسلام نظر إليّ ثمّ قال لي : «يا أبا بصير ، أما علمت أنّ بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب؟» فاستحييت وقلت : يا ابن رسول الله إنّي لقيت أصحابنا فخفت أن يفوتني الدخول معهم ولن أعود إلى مثلها ، وخرجت (٢).
ومن كتاب (نوادر الحكمة) : عن محمد بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : دخل شعيب العقرقوفي على أبي عبدالله عليهالسلام ومعه صرّة فيها دنانير فوضعها بين يديه ، فقال له أبو عبدالله عليهالسلام : « أزكاة أم صلة؟ »
فسكت ثمّ قال : زكاة وصلة.
قال : «فلا حاجة لنا في الزكاة».
__________________
=
لعل المعنى : أين كان في الليل اقصى اثرك ، ومنتهى عملك في هذا اليوم ، من التقوى والعبادة ، أو أين كان اليوم آخر فعلك البارحة ، ومهزم لم يفهم كلامه عليهالسلام إلآ بعد إتمامه.
ويحتمل أن يكون قوله اقصى اثرك سؤالاً عن فعله في هذا اليوم ثم أشار إلى ما فعله في الليلة الماضية بقوله : أما تعلم.
(١) بصائر الدرجات : ٢٦٣ | ٢ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٢٢٦ ، دلائل الامامة : ١١٦ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٤٧ : ٧٢| ٣١.
(٢) ارشاد المفيد ٢ : ١٨٥ ، روضة الواعظين : ٢٠٩ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٢٢٦ ، كشف الغمة ٢ : ١٦٩.