فكل من أدرك زرارة ابن أعين فقد أدرك أبا عبدالله فانه مات بعد أبي عبدالله عليهالسلام بشهرين أو أقل ، وتوفى أبوعبدالله عليهالسلام وزرارة مريض مات في
____________________
أو هذا الرأي.
الخامس : أي رجعت عن دين الحق وتحللت عنك هذا العهد والبيعة.
وأقول : لا يخفى اشتمال هذا الخبر على قدح عظيم لزرارة ، ولم يجعله وأمثاله الاصحاب قادحة فيه ، لاجماع العصابة على عدالته ، وجلالته وفضله وثقته ، وورد الاخبار الكثيرة في فضله وعلو شأنه.
والحق أن علو شأن هؤلاء الاجلاء وكثرة حاسديهم صار سببا للقدح فيهم ، وأيضا قدحوا في هذه الرواية [يعني رواية الكافي عن علي ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن رجل ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام : بالارسال وبمحمد بن عيسى اليقطيني وان كان له مدح وتوثيق من بعض الاصحاب فانه جزم السيد الجليل ابن طاووس بضعفه والصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد.
وقال الشهيد الثاني قده : قد ظهر اشتراك جميع الاخبار القادحة في استنادها إلى محمد بن عيسى ، وهو قرينة عظيمة على ميل وانحراف منه عن زرارة ، مضافا إلى ضعفه في نفسه ، منه رحمهالله في شرح الكافي.
وأقول : هذه الرواية من الكشي وان لم يكن في طريقه محمد بن عيسى اليقطيني ولكنه ضعيف بأحمد بن هلال ، ولكن الحديث له طريق آخر في الكافي باب أصحاب الاعراف وهو محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، فالحديث موثق بهذا السند كما اعترف به العلامة المؤلف في شرح الكافي ج ٢ ص ٣٩٦ حيث قال : موثق كالصحيح.
فالحق أن يقال : هذه المباحثة والمجادلة كان من زرارة في شبابه كما قال عليهالسلام «فكيف تصبر وأنت شاب» وليس بلازم أن نقول بجلالة قدره ، ومعرفته الكاملة في شبابه ، بل هو كلما طعن في السن صارت معرفته كاملة حتى بلغ ما بلغ.