١٢ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن ابي عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن زياد القندي ، عن أبي وكيع ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الاعور ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم (١).
بيان : «إن الدينار والدرهم» أي حبهما وصرف العمر في تحصيلهما وتحصيل ما يتوقف عليهما «أهلكا من كان قبلكم» لان حبهما يمنع من حبه تعالى وصرف العمر فيهما يمنع من صرف العمر في طاعته تعالى والتمكن منهما يورث التمكن من كثير من المعاصي ، ويبعثان على الاخلاق الدنية ، والاعمال السيئة كالظلم والحسد والحقد والعداوة والفخر والكبر والبخل ، ومنع الحقوق ، إلى غير ذلك مما لا يحصى ، ومفارقتهما عند الموت تورث الحسرة والندامة وحبهما يمنع من حب لقاء الله تعالى وتركهما يوجب الراحة في الدنيا وخفة الحساب في العقبى.
١٣ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يحيى بن عقبة الازدي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القز كلما ازدادت من القز عل ينفسها لفا كان أبعد لها من الخروج ، حتى تموت غما ، وقال أبوعبدالله عليهالسلام : أغنى الغنا من لم يكن للحرص اسيرا وقال : لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات ، فتشغلوا أذهانكم عن الاستعداد لما لم يأت (٢).
بيان : كمثل دودة القز «هذا من أحسن التمثيلات للدنيا ، وقد أنشد بعضهم فيه :
ألم تر أن المرء طول حياته |
|
حريص على ما لا يزال يناسجه |
كدود كدود القز ينسج دائما |
|
فيهلك غما وسط ما هو ناسجه |
____________________
(١ و ٢) الكافي ج ٢ ص ٣١٦.