المراد به لقمان وما يقرب منها بالظرفية المجازية كما يقال سجدة لقمان للمجاورة وكأنه عليهالسلام ذكر السورتين والايتين معا فاختصرهما الرواة عمدا أو سهوا ومثله كثير.
« فقال» أي الامام عليهالسلام «هي التي» أي الاية التي أشرت إليها وذكرت أن فيها المبالغة العظيمة في برهما ، أو الاية التي فسرتها لعبد الواحد التي «في لقمان».
«فقال إن ذلك» هذا كلام ابن مسكان ، يقول : قال الراوي المجهول الذي كان حاضرا عند سؤال عبدالواحد وهذا شائع في الاخبار يقول راوي الراوي قال مكان قول الراوي ، قلت ولا يلزم إرجاع المستتر إلى عبدالواحد ، وتقدير أنه كان حاضرا عند هذا السؤال أيضا ليحكم ببعده ولا يستبعد ذلك من له أدنى انس بالاخبار.
والحاصل أنه قال الراوي له عليهالسلام «إن ذلك» أي الامر الذي في بني ـ إسرائيل «أعظم أن يأمر» أي بأن يأمر ، أو هو بدل لقوله «ذلك» وغرضه أن الاية التي في بني إسرائيل والامر بالاحسان فيها باطلاقها شامل لجميع الاحوال حتى حال الشرك والاية التي في لقمان استثنى فيها حال الشرك فتكون الاولى أبلغ وأتم في الامر بالاحسان ف «ان» في قوله «وإن جاهداك» وصلية ، وإن كانت في الاية شرطية.
«فقال» أي الامام عليهالسلام في جوابه «لا» أي ليس الامر في الايتين كما ذكرت فان آية بني إسرائيل ليس فيها تصريح بعموم الاحوال ، بل فيها دلالة ضعيفة باعتبار الاطلاق ، وليس في آية لقمان استثناء حال الشرك بل فيها تنصيص على الاحسان في تلك الحال أيضا وإنما نهى عن الاطاعة في الشرك فقط وقال بعده «وصاحبهما في الدنيا معروفا» فأمر بالمصاحبة بالمعروف التي هي أكمل مراتب الاحسان في تلك الحال أيضا فعلى تقدير شمول الاطلاق في الاولى لتلك الحالة التنصيص أقوى في ذلك مع أن الدعاء بالرحمة في آخر آيات الاسرى مشعر بكونهما مسلمين.