أن الاية التي أشار عليهالسلام إليها هي التي في بني إسرائيل كما ذكره بعد ذلك ، ولم يذكر الامام عليهالسلام ذلك بل قال أكد الله تعالى في موضع من القرآن تأكيدا عظيما في بر الوالدين ، فظننا أن مراده عليهالسلام الاية التي في بني إسرائيل أو المراد» في معنى هذا العبارة ومضمونها «وإن لم يذكر بهذا اللفظ ، ويحتمل أن يكون عليهالسلام قرأ هذه الاية صريحا وأشار إجمالا إلى تأكيد عظيم في برهما فظن الراوي أن المبالغة العظيمة في هذه العبارة فقال عليهالسلام : لا بل أردت ما في لقمان وإنما نسب الراوي هذه العبارة إلى بني إسرائيل مع أنها قد تكررت في مواضع من القرآن المجيد منها في البقرة ومنها في الانعام ، ومنها في النساء ، لانه تعالى عقب هذه العبارة في بني إسرائيل بتفسير الاحسان وتفصيل رعاية حقهما حيث قال :« إما يبلغن عندك الكبر » إلى آخر مامر دون ما في سائر السور مع أنه يحتمل أن يكون الراوي سمع منه عليهالسلام أن ما في سائر السور إنما هو في شأن الوالدين بحسب الايمان والعلم أعني النبي والوصي صلى الله عليهما وما في الاسرى في شأن والدي النسب كما قال علي بن إبراهيم : في تفسير آية الانعام إن الوالدين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما (١).
وقد مضت الاخبار الكثيرة في ذلك لكن الظاهر أنه من بطون الايات ولا ينافي ظواهرها.
وأما الاشكال الثاني فيمكن أن يكون» حسنا «مثبتا في قراءتهم عليهمالسلام ونظيره في الاخبار كثير ، وقد مر بعضها وسائر الاجزاء موافق لما في المصاحف لكن قد اسقط من البين قوله :« حملته امه ـ إلى قوله ـ إلي المصير » اختصارا لعدم الحاجة إليه في هذا المقام أو إحالة على ما في المصاحف كما أنه لم يذكر» وصاحبهما في الدنيا معروفا «مع شدة الحاجة إليه في هذا المقام.
أو يكون نقلا بالمعنى إشارة إلى الايتين معا فذكر» حسنا «للاشارة على آية العنكبوت» وعلى أن تشرك «للاشارة إلى لقمان ، وكأنه لذلك أسقط عليهالسلام الفاصلة والتتمة لعدمهما في العنكبوت فقوله» في لقمان «للاختصار أي في لقمان وغيرها ، أو
____________________
(١) تفسير القمى : ٢٠٨.