عليهالسلام ذلك بقوله «بنو أب وام» أي ينبغي أن يكونوا كهذا النوع من الاخوة أو نفي لهذا المعنى ، وبيان أن أخوتهم متأصلة بمنزلة الحقيقة لاشتراكهم في طينة الجنة والروح المختارة المنسوبة إلى الرب الاعلى كما سيأتي ، أو المراد بالاب روح الله الذي نفخ منه في طينة المؤمن ، وبالام الماء العذب والتربة الطيبة كما مر في أبواب الطينة لا آدم وحوا كما يتبادر إلى بعض الاذهان لعدم اختصاص الانتساب إليهما بالايمان إلا أن يقال : تباين العقائد صار مانعا من تأثير تلك الاخوة لكنه بعيد.
وقد مر وجه آخر وهو اتحاد آبائهم الحقيقية الذين أحيوهم بالايمان والعلم أو أن النبي صلىاللهعليهوآله أبوهم وخديجة امهم بمقتضى الاية المتقدمة وإخراج غير المؤمنين لانهم عقوا والديهم بترك ولاية أئمة الحق ، فهم خرجوا عن حكم الاولاد وانقطعت الاخوة بينهم كما أن المنافقات من أزواج النبي صلىاللهعليهوآله خرجن بذلك عن كونهم امهات المؤمنين كما طلق أمير المؤمنين عليهالسلام عائشة يوم البصرة ليظهر للناس خروجها عن هذا الحكم على بعض الوجوه ، وإن بقي تحريم نكاحها على المسلمين.
وضرب العرق حركته بقوة والمراد هنا المبالغة في قلة الاذى ، وتعديته هنا بعلى لتضمين معنى الغلبة كما في قوله تعالى «وضربنا على آذانهم» (١) في النهاية ضرب العرق ضربا وضربانا : إذا تحرك بقوة وفي القاموس : سهر كفرح لم ينم ليلا انتهى ، والمعنى أن الناس كثيرا ما يذهب عنهم النوم في بعض الليالي من غير سبب ظاهر فهذا من وجع عرض لبعض إخوانهم ، ويحتمل أن يكون السهر كناية عن الحزن للزومه له غالبا.
٥ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيوب ، عن عمر بن أبان ، عن جابر الجعفي قال : تقبضت بين يدي أبي جعفر عليهالسلام فقلت : جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي ، حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي فقال : نعم يا جابر إن الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى فيهم
____________________
(١) الكهف : ١١.