بيان : «بيدك الرغبة» كأن الباء بمعنى «في» أي يرغب جميع الخلق في مصافحة يدك الكريمة ، وقيل : الباء للسببية ، والرغبة بمعنى المرغوب أي يحصل بسبب يدك مرغوب الخلايق ، وهو الجنة ، وهو تكلف بعيد قوله صلىاللهعليهوآله «أماتعلم» ظاهره أن الجنابة لا تمنع مصافحة المعصومين عليهمالسلام : ويمكن أن يكون عذره مقبولا لكن لما علم صلىاللهعليهوآله منه عدم اهتمامه في أمر المصافحة حثه عليها بذلك ويؤيده ماروي أن أبا بصير دخل جنبا على الصادق عليهالسلام فقال : هكذا تدخل بيوت الانبياء (١).
٣٠ ـ كا : عن الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمد ، عن إسحاق ابن عمار قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إن الله عزوجل لا يقدر أحد قدره ، وكذلك لايقدر قدر نبيه ، وكذلك لا يقدر قدر المؤمن إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا ، كماتتحات الريح الشديدة الورق عن الشجر (٢).
ايضاح : «لايقدر» على بناء الفاعل كيضرب و «قدره» منصوب ، ومفعول مطلق للنوع أي حق قدره كما مر في قوله تعالى : «ما قدروا الله حق قدره» قوله عليهالسلام «كما تتحات» الظاهر كماتحت كمافي ثواب الاعمال (٣) فان التحات لازم إلا أن يتكلف بنصب الريح على الظرفية الزمانية بتقدير مضاف ، أي يوم الريح ، ورفع الورق بالفاعلية في القاموس حته فركه وقشره فانحت وتحات والورق سقطت كانحتت وتحاتت والشئ حطه.
٣١ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن رفاعة قال : سمعته يقول : مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة (٤).
بيان : «مصافحة المؤمن» كأن المعنى مصافحة المؤمنين أفضل من مصافحة الملكين أو مصافحة المؤمن مع المؤمن أفضل من مصافحته مع الملائكة لوتيسرت له ومي إلى أن المؤمن الكامل أفضل من الملك.
____________________
(١) راجع رجال الكشى : ١٥٢. (٢ و ٤) الكافى ج ٢ ص ١٨٣. (٣) مر ص ٢٢.