قوله تعالى : (إنه كان مخلصا) البصريان وابن كثير ، والمدنيان وابن عامر على أنه اسم فاعل : أي أخلص الرجل دينه لله (وأخلصوا دينهم لله) والباقون بالفتح فيهما على اسم مفعول به : أي أخلص وأخلصوا ، وقول الناظم رحمهالله : ومخلصا بكاف ، احترز به من قوله تعالى : (قل الله أعبد مخلصا ، ومخلصين له الدين) فإنه لا خلاف في كسرهما.
حاشا معا صل (حـ)ـز وسجن أوّلا |
|
افتح (ظـ)ـبى ودأبا حرّك (عـ)ـلا |
أي قرأ أبو عمرو (وقلن حاش لله ما هذا ، وقلن حاش لله ما علمنا عليه) بالألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف ، والباقون بحذفها في الحالين اتباعا للرسم ، واختلف في « حاش » في هذه السورة هل هي اسم أو فعل؟ والظاهر أن حاش اسم منصوب على المصدرية : أي تنزيها لله ، وفيه ثلاث لغات : حذف الألف الأخير للحجازيين ، وعنهم حذف الأولى أيضا ، ومن العرب من يتمها قوله : (وسجن) يعني قرأ قوله تعالى : (قال رب السّجن) بفتح السين يعقوب ، والباقون بكسرها على أنه اسم مصدر ، واتفقوا على كسر غيره لعدم صحة إرادة المصدر قوله : (ودأبا) أي قرأ حفص بفتح الهمزة من قوله تعالى : (سبع سنين دأبا) وعلم فتح الهمزة من إطلاقه ، والباقون بالإسكان وهما لغتان.
ويعصر وخاطب (شفا)حيث يشا |
|
نون (د)نا وياء يرفع من يشا |
يريد قوله تعالى : (وفيه يعصرون) قرأه بتاء الخطاب حمزة والكسائي وخلف حملا على (تزرعون ، وتأكلون) والباقي بالغيب ، وقرأ ابن كثير نشاء من (حيث نشاء) بالنون ، والباقون بالياء ، واحترز بحيث يشاء من (نصيب برحمتنا من يشاء) فإنه بالنون بلا خلاف قوله : (وياء يرفع) أراد قوله تعالى : (نرفع درجات من نشاء) قرأه يعقوب بياء الغيبة فيهما كما في أول البيت الآتي :
(ظـ)ـلّ ويا نكتل (شفا)فتيان في |
|
فتية حفظا حافظا (صحب)وفي |
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف « يكتل » بياء الغيبة على إسناده لضمير الأخ. والباقون بالنون على إسناده لضمير الإخوة قوله : (فتيان) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص فتيان موضع فتية : أي قوله تعالى (قال لفتيانه) والباقون بتاء