سوى براءة فلا ولو وصل |
|
ووسطا خيّر وفيها يحتمل |
أي فلا يبسمل في ابتدائها قوله : (ووسطا) أي وسط السورة : يعنى ألفاظها وأجزاءها ، هذا الموضع الثالث وهو أوساط السورة ؛ فالقارئ فيه مخير بين الإتيان بالبسملة فيه بعد الاستعاذة ، وذلك سوى براءة فإنه يحتمل التخيير فيها كغيرها ، ويحتمل المنع من البسملة فيها. وقد اختلف رأي أصحابنا في ذلك كما بينه في النشر قوله : (خير) أي بين البسملة وعدمها قوله : (وفيها) أي في أجزاء براءة وألفاظها قوله : (يحتمل) أي التخيير بين البسملة وعدمها.
تنبيه
استثناء سورة براءة من الابتداء بالبسملة ومن البسملة بينها وبين سورة الأنفال أيضا لمن بسمل بين السورتين ، وهذا معنى قوله : ولو وصل ، وذلك لإجماع المصاحف على حذفها فيها واختلف في العلة التي من أجلها لا يبسمل في سورة براءة بحالة ، فذهب الأكثرون إلى أنه لسبب نزولها بالسيف : يعني ما اشتملت عليه من الأمر بالقتل والأخذ والحصر ونبذ العهد ، وأيضا فيها الآية المسماة بآية السيف وهي : (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله) (١) ، الآية ، وذهب بعضهم إلى أنها احتمال كونها من الأنفال.
وإن وصلتها بآخر السّور |
|
فلا تقف وغيره لا يحتجر |
أي إذا فصلت بالبسملة بين السورتين ، أمكن أربعة أوجه يمتنع منها وجه وهو وصلها بآخر السورة الماضية وقطعها عن السورة الآتية ، وتبقى الثلاثة الأخرى جائزة : أحدها قطعها عن الماضية ووصلها بالآتية ، والثاني وصلها بالماضية والآتية ، والثالث قطعها عنهما ، فهذه الثلاثة لا منع منها وأولها أولها.
سورة أم القرآن
يعني الفاتحة ؛ سميت بذلك لأنها أول القرآن ، وأم كل شيء : أصله ، كما سميت مكة أم القرى ، وقيل لأن سور القرآن تتبعها كما يتبع الجيش أمه ، وهي
__________________
(١) سورة التوبة الآية «٢٩».