وضمّ ميم الجمع صل (ثـ)بت (د)را |
|
قبل محرّك وبالخلف (بـ)ـرا |
يعني أن ميم الجمع إما أن يكون قبل محرك أو قبل ساكن ، فإن وقعت قبل محرك نحو ما في هذه السورة ، وهو « أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ، وهم يوقنون ، وعلى قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم ، وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم » فإن أبا جعفر وابن كثير وقالون بخلاف عنه يصلون ضم ميم الجمع من ذلك وشبهه بواو : أي حالة الوصل فيقولون : عليهمو وهمو وقلوبهمو ، والباقون بالإسكان من غير صلة ، وكلهم متفقون على الوقف بالسكون ، ويفهم ذلك من قوله : قبل محرك فإنها لا تقع كذلك إلا في حالة الوصل وهما لغتان صحيحتان فصيحتان ، ولورش فيه مذهب سيأتي في البيت الآتي :
وقبل همز القطع ورش واكسروا |
|
قبل السّكون بعد كسر (ح)رّروا |
أي وصل ضم ميم الجمع قبل همز القطع نحو « عليهم أأنذرتهم (١) أم لم وأنهم إليه » ورش من (٢) الطريقين ، ووجهه الفرار من النقل على مقتضى مذهبه فرجع إلى الأصل ، وهو الصلة عنده قوله : (واكسروا) إشارة إلى القسم الثاني من قسمي ميم الجمع ، وهو أن تكون قبل ساكن. وقد اختلفوا في حركتها وحركة ما قبلها إذا وقعت بعد كسرة نحو « بهم الأسباب ، وعليهم القتال » فقرأه أبو عمرو بكسر الميم حالة الوصل ، والباقون بضمها كما سيأتي في البيت الآتي ، ومنهم حمزة والكسائي وخلف يضمون الهاء قبلها اتباعا ، وإذا وقفوا كسروا الهاء ، إلا حمزة فهو على أصله في ضم الهاء في نحو عليهم القتال ، وإليهم اثنين ، ويعقوب على أصله كما سيأتي ، وقوله : حرروا : أي قوموا وأتقنوا ، وذلك أن الأصل في التقاء الساكنين الكسر ، وفيه أيضا إجراؤها في الإتباع على ما قبلها تخفيفا لئلا ينتقل من كسر إلى ضم.
وصلا وباقيهم بضمّ و(شفا) |
|
مع ميم الهاء وأتبع (ظـ)ـرفا |
أي حالة الوصل قوله : (وباقيهم) أي باقي القراء يضم الميم الواقعة بعد
__________________
(١) صلة كبرى تمد بقدر المنفصل : « عليهموآ أءنذرتهم »
(٢) نحو : أي وافقهم ورش فيما كان بعد الميم همزة قطع من الخ.