٦ ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال
____________________
صوته في الاسماع ، أو في البيت ، أو في الوادى ، ولا يقال غنى الا اذا رفع صوته بحيث يرجع طنينه ولذلك يقول اللغويون في تعريف الكلمة أنها صوت مع ترجيع.
ونظيرها ( تمنى ) فان العرب لا ترجع فيها إلى معناه الاصلى وهو التقدير والتيسير للمطلوب وكأنه ما خوذ من كلمة جامدة هى حكاية صوت ( من من ) اذا قرأ شيئا لنفسه من دون رفع الصوت كقوله :
تمنى كتاب الله أول ليلة |
|
وآخره لا قى حمام المقادر |
وقول الاخر :
تمنى كتاب الله بالليل خاليا |
|
تمنى داود الزبور على رسل |
فالتمنى القراءة من دون رفع الصوت وترجيعه ، والتغنى القراءة مع رفع الصوت وترجيعه بالطنين.
والمراد بالحديث أن من لم يرفع صوته بالقرآن بحيث يرجع طنين صوته زعما منه أن ذلك لا يليق بالقرآن أو هو تشبه بأهل الكتابين أو لغير ذلك من المعاذير فليس منا ، فيرجع هذا الغناء إلى ما هو بالطبع والفطرة ، والاتساق والاتزان المناسب لا لفاظ القرآن ومعانيه ، لا يكون ذلك الا بقطع ووصل ، ومد وجزر ، ووزانة ، وطمأ نينة. وغير ذلك مما يعرف في الغناء الفطرى الطبيعى.
وأما الغناء المصطلح في علم الموسيقى فلم يكن معروفا عند العرب الجاهلى ولا في دوران النبوة ، وانما تعرف العرب الحدى وهو صوت بترنم كانت الحداة تساق به ابلهم وليس الاغناء فطريا طبيعيا قرره نبى الاسلام ، وأجازه وسمعه ، وكان له في حجة الوداع حاديان : البراء بن مالك يحدو بالرجال ، وانجشة الاسود الغلام الحبشى يحدو بالنساء وفى ذلك قوله صلىاللهعليهوآله ( رويدا يا انجشة! رفقا بالقوارير ) وانما عرفت العرب الغناء المصطلح في دوران الامويين حيث رغب البطالون من الامراء والخلفاء وذوى الثروة في ذلك ، فدخل الغناء المعروف في ألحان العرب وأشعارهم من قبل الفرس والروم.
قدم الحجاز رجل يسمى بنشيط فغنى فأعجب به مولاه ، فقال سائب خاثر : أنا أصنع