محمّد حسين آل كاشف الغطاء حيث يقول : « إنّ أوّل من وضع بذرة التشيّع في حقل الإسلام هو نفس صاحب الشريعة الإسلامية ، يعني أنّ بذرة التشيّع وضعت مع بذرة الإسلام جنباً إلى جنب ، وسواء بسواء ، ولم يزل غارسها يتعاهدها بالسقي والعناية حتّى نمت وأزهرت في حياته ، ثمّ أثمرت بعد وفاته » (١).
واحتجّ هذا الفريق بأنّ الله تعالى أنزل على نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (٢) فجمع النبي بني هاشم ـ واختلف المؤرّخون في عددهم ، فقيل : ثلاثون. وقيل : أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه ـ فيهم أعمامه كأبي طالب وحمزة والعباس وأبي لهب ، فأنذرهم كما أمره ربه فقال : « أيّكم يؤازرني ليكون أخي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم من بعدي » فلم يجبه أحد غير علي بن أبي طالب ـ وكان أصغرهم سنّاً ـ إذ قام فقال : « أنا أبايعك وأوازرك » ، فأخذ الرسول برقبته وقال : « فاسمعوا له وأطيعوا » ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : « قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ».
وكانت هذه الحادثة هي البذرة الأولى في تكوين فكرة التشيّع ، فكانت الدعوة إلى التشيّع لعلي من محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
______________________
(١) محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ، أصل الشيعة وأصولها : ١٨٤.
(٢) الشعراء ٢١٤.