وإلى جانب حديث الإنذار هناك روايات تساند موقف الشيعة في أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي أطلق لفظ الشيعة على من يوالي علياً ، فعلى سبيل المثال ذكر السيوطي في تفسيره فقال : وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كناّ عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل علي فقال النبي : والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالو : جاء خير البرية. (١)
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي : « هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين » (٢).
وأمّا عدم إخراج الشيخين لهذا الحديث فلا يقدح في صحته ، فكم من حديث لم يخرجاه وهو صحيح ويحتج به ، على أنّ هذا الحديث أخرجه أحمد في مسنده عن أسود بن عامر عن شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي مرفوعاً ، وكل واحد من سلسلة هذا السند حجّة عند الخصم ،
______________________
(١) جلال الدين السيوطي ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، دار الفكر ، بيروت ، ١٩٨٣ ، ج ٧ ص ٥٨٩.
(٢) نفس المصدر.