لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة ، وردت عن نيف وعشرين صحابياً ... » (١). ولذا حكم غير واحد من أهل العلم بتواتره ، منهم الشيخ أبو المنذر (٢) ، وأبو الفتوح التليدي (٣) ، وغيرهما.
هذا وإن تواتر السند لكن استشكل فيه بعض العلماء أمثال ابن الجوزي وابن تيمية ومن نهج نهجهما من العلماء المعاصرين أمثال الدكتور علي السالوس والدكتور أحمد الجلي ، بل واعتبر أنّ الحديث لم يرد في أمهات الكتب. واعتبر علي السالوس أنّ الحديث ضعيف لا يستدلّ به ؛ لأنّ هذه الروايات من سنن الترمذي يرويها عطية عن أبي سعيد ، والإمام أحمد نفسه تحدّث عن عطية وعن روايته عن أبي سعيد فقال : بأنّه ضعيف الحديث. وقال البخاري في حديث رواه عطية : أحاديث الكوفيين هذه مناكير.
ويلاحظ عليه :
أوّلاً : أنّ الحديث لم يقتصر على السند الذي جاء عن طريق الترمذي كما زعم المعترض ، فلقد رواه مسلم في صحيحه ، والحاكم في المستدرك ، وأحمد في مسنده بطرق كثيرة ،
______________________
(١) الصواعق المحرقة : ٢٣٤ ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
(٢) الزهرة العطرة في حديث العترة : ٦٩ ـ ٧٠ ، دار الفقيه ، مصر.
(٣) الأنوار الباهرة : ١٤ ، دار ابن حزم ، بيروت.