ولا يخفى أنّ رواية مسلم للحديث ولو بطريق واحد كاف لإثبات صحّته ، وقد وثقه ابن سعد وابن معين وسبط بن الجوزي ، وأمّا زعم أحمد الجلي بأنّ الحديث لم يرد في أمّهات الكتب فكذب وافتراء على الحقيقة.
هذا ، وبعد متابعة شبهات الجلي ، نجد أنّه اعتمد في قدحه على ابن تيمية المعروف بعدائه لآل بيت النبي عليهمالسلام. وهكذا ضعّف علي السالوس الحديث المذكور وقال : فليس من المستبعد أن يكون الحديث كوفي النشأة ، وأن يكون مصنوعاً في دار الضرب التي أشار إليها الإمام مالك. ومن هنا يمكن أن ينسب إلى عشرين من الصحابة ، بل إلى سبعين ، غير أنّه لم يصح عن صحابي واحد ، ولو صحّ عن صحابي واحد لكفى إلا أن يكون ممّن لا يستحق شرف الصحبة.
هذا ، ونتسائل هل علي بن أبي طالب لا
يستحق شرف الصحبة ، وكذا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبي ذر الغفاري وزيد بن أرقم وأم سلمة زوجة النبي وغيرهم حتّى يقول السالوس بهذا القول ؟! ومتى يكون ابن تيمية حجة على المسلمين ؟! بل وحتّى ابن تيمية نفسه عندما عجز عن تضعيف الحديث من جهة السند ، عمد إلى أسلوب آخر يعبّر عن سوء فهمه وكثرة وهمه وخلطه فيقول : « إنّ الحديث يدلّ على أنّ الذي أُمرنا بالتمسّك به وجُعل المتمسّك به