لا يضل هو كتاب الله » (١).
لكنه غفل أنّ للحديث ألفاظاً أُخرى صريحة المعنى والدلالة ، ولا يفهم منها أنّه يشير إلى وجوب التمسك بالكتاب فقط دون العترة كما زعم ابن تيمية ، ولم يقف على هذا الحدّ فقال في حديث العترة : « إنّه من رواية الترمذي ، وقد سئل عنه أحمد فضعّفه ، وضعّفه غير واحد من أهل العلم ، وقالوا : إنّه لا يصحّ ».
ويُفهم من كلامه أنّ الحديث لم يروه إلا الترمذي ، وقد سبق الذكر أنّه رواه غير واحد من أعلام السنة وحفّاظهم ، وقال الترمذي نفسه : هذا حديث حسن غريب.
ثانياً : ذكر علي السالوس أنّ الحديث جاء عن طريق عطية بن سعد بن جنادة وهو الكوفي الذي قال البخاري ناسباً ذلك إلى أحمد : « إنّ أحاديث الكوفيين هذه مناكير ».
ولنا وقفة مع هذه العبارة :
إنّ مجرّد تضعيف عطية لا يضعّف حديث الثقلين ، حيث أنّ الحديث جاء عن طريق غيره.
______________________
(١) أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبدالحليم ، منهاج السنة النبوية ، تحقيق : الدكتور محمّد رشاد سالم ، الطبعة الأولى ١٩٨٦ ، ج ٧ ص ٣٩٤.