وأخرج الترمذي في سننه عن عمر بن أبي سلمة قال : « إنّما نزلت هذه الآية على النبي ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في بيت أم سلمة ، فدعا النبي فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلّله بكساء ، ثمّ قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً " قالت أم سلمة : " وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : " أنت على مكانك وأنت على خير " » (١).
فاتّضح من هذه الروايات أنّ المراد من أهل البيت ليس مطلق الأقارب ، وإنّما أخصّ أقاربه ، ولذلك عندما سئل زيد بن أرقم في رواية مسلم أنّه من أهل بيته نساؤه ؟ قال : لا وأيم الله إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثمّ يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، وأهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده (٢).
أكتفي بهذه الروايات في إثبات أنّ أهل البيت هم أصحاب الكساء ، فيكونون بذلك ثقل القرآن الذي أمرنا رسول الله في حديث الثقلين بالتمسّك بهم.
______________________
(١) جامع الترمذي ، باب مناقب أهل البيت ، ص ٨٥٩ وباب فضائل فاطمة ، ص ٨٧٤.
(٢) صحيح مسلم ، ص ١٠٦١ ح ٦٢٢٨.