الخلفاء الأربعة لم يبلغ العدد اثني عشر ، وإن أدخلوا فيهم الخلفاء الأمويين أو العباسيين تعدّوا العدد المفترض ، فتفسير الشيعة المذكور بالأئمة الاثني عشر من أهل بيته لهو أقرب إلى المنطق والعقل السليم ، وبهذا اشتهر مذهب الشيعة بالإمامية الاثني عشرية.
وأمّا التسمية بـ " الجعفرية " فيرجع إلى أنّ آثار الإمام الصادق عليهالسلام فيه أكثر من غيره ، وظهرت في كلّ كتاب من كتب الفقه والحديث للشيعة. وقد اعتنى الشيخ أبو جعفر الطوسي بعدد الرواة والأصحاب الذين بلغوا أكثر من ثلاثة آلاف رجل من أهل العراق والحجاز والشام وخراسان ، وقد جُمِعَ فتاواه في أربعمائة مصنَّف لأربعمائة مصنِّف ، وأننا نجد الرواة في عهد الصادق أكثر بكثير من الرواة في عصر سلفه أو خلفه ، وهذا ليس بغريب ؛ لأنّ الظروف التي تهيّأت له لم تتهيّأ لغيره.
وينقل لنا التاريخ أنّ الإمام الصادق عليهالسلام عاش في انقراض الدولة الأموية ومستهلّ قيام الدولة العباسية ، ويذكر لنا كيف كانت كلتا الدولتان تمارس الضغوط على الشيعة ، وكبت حرّيتهم ، وعدم السماح لهم ببيان عقائدهم الحقّة ؛ كي يُعرف