كتب عنّي شيئاً غير القرآن فليمحه " (١).
ولذا ذهب أكثر علماء السنّة على أنّ السنّة لم تدوّن إلا في أوائل المائة الثانية من الهجرة بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى عامله على المدينة أبي بكر محمّد بن عمرو بن حزم بقوله : " انظر ما كان من حديث رسول الله فاكتبه ، فإنّي خفت دروس العلم وذهاب العلماء " (٢).
وقد أجاب الأعلام ـ كالشيخ عبد الخالق عبد الغني في حجية السنّة والعجاج الخطيب في السنّة قبل التدوين ـ عن هذه الشبهة : أنّ جملة « لا تكتبوا عنّي شيئاً إلا القرآن » بنفسها دالة على وجود المؤهل للكتابة عند العرب ، بل وجود الكتبة عندهم ، إذ لا يعقل أن يخاطب الرسول جمعاً ليس لهم قدرة الكتابة بقوله : « لا تكتبوا ».
وقد ثبت في التاريخ وجود كتّاب ، كزيد بن ثابت وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي بكر بن عمرو بن حزم وغيرهم. وعليه فالكتابة كانت موجودة عند العرب ، ويضاف إليه وجود نيف وثلاثين كاتباً للرسول يحسنون الكتابة ،
______________________
(١) صحيح مسلم ، باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم ح ٨٥١٠ ص ١٢٩٧.
(٢) صحيح البخاري ١ : ٣٣ ، كتاب العلم.