وقد كتبوا إلى الرؤساء والملوك ، وأنّ الإسلام كان يدعو إلى الكتابة وتعلّمها (١).
هذا مضافاً إلى المناقشة السندية فإنّ هذا الحديث لم يروه مرفوعاً إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا همام بن يحيى. وقال الخطيب : تفرّد همام بروايته هذا الحديث عن زيد بن أسلم هكذا مرفوعاً (٢).
مع أنّه مناقض مع بعض الروايات الدالّة على إذن الرسول لبعض أصحابه في كتابة كل ما سمعه من النبي. فقد ورد عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال قلت : يا رسول الله أكتب كلّ ما أسمع منك. قال : نعم. قلت : في الرضا والغضب ؟ قال : نعم ، فإنّي لا أقول في ذلك كلّه إلا حقّاً (٣).
وجاء أيضاً عن طارق بن شهاب قال : شهدت علياً وهو يقول على المنبر : والله ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم إلا كتاب الله تعالى وهذه الصحيفة معلّقة بسيفه ، أخذتها من رسول فيها فرائض الصدقة معلّقة بسيف له حليته حديد (٤).
______________________
(١) منع تدوين الحديث : ٢٩.
(٢) تدوين السنّة النبوية : ٢٩٠.
(٣) جامع بيان العلم وفضله ، لابن عبد البر ١ : ٧١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
(٤) مسند أحمد بن حنبل ح ٩٦٢ ص ١١٧ ، أيضاً حديث رقم ٧٩٨ ، ٨٧٤ ، ٧٨٢.