« إن السيد حيدر الحلي كان من عادته في كل سنة أن نيشئ قصيدة رثاء للامام الحسين عليهالسلام وينشدها أمام قبره في يوم عاشوراء وعندما نظم قصيدته العينية ( التي يستنهض بها الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ) سراً بينه وبين المولي عَزَّوَجَل ، إذ لم يطلع عليها أحد بعد فذهب الى كربلاء في يوم عاشوراء لينشد قصيدته العينية الجديدة عند الامام الحسين عليهالسلام وفي الطريق رافقه سيد اعرابي وقال له بعد السلام : يا سيد حيدر انشدني قصيدتك العينية فأنشده قصيدة عينية سابقة اخرى ( للسيد نفسه ) غير التي في خاطره فقال : لا أريد هذه ، أريد قصيدتك التي أنت ذاهب من أجلها ، فقرأها له والتي مطلعها.
مات التصبّر في انتظارك |
|
أيها المچبي الشريعة |
فانهض فما أبقى التحمل |
|
غير أحشاء جزوعة |
أترى تجىء فجيعةٌ بأمض |
|
من تلك الفجيعة |
حيث الحسين على الثرى |
|
خيل العدا طحنت ضلوعه |
ورضيعه بدم الوريد |
|
مخضبٌ فاطلب رضيعه (١) |
فأخذ السيد الاعرابي بالبكاء وقال : يا سيد حيدر كفى ... كفى والله ان الامر ليس بيدي ، واختفى عن أنظار السيد فعرف السيد انه الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف إذ لم يطلّع أحد على قصيدته وناداه باسمه بدون سابق معرفة وكلامه له بكفى ... كفى.
وهناك ندبة شجية أنشأها السيد حيدر الحلي رحمهالله بأمر سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني رحمهالله النزيل في الحلة في السنة التي صار
____________
١ ـ انظر : ديوان السيد حيدر الحلي ج ١ ص ٨٨.