٣ ـ رجل اسمه عبد المحسن : وهو من الزاهدين العابدين المتمسكين بحبل ولائه عليهالسلام وأرسل الامام عليهالسلام على يديه رسالة خاصة الى السيد ابن طاووس.
وأما حكاية لقائه بالامام فلقد أوردها العلامة النوري في كتبه ونحن نتبرك بذكرها ( والكلام للسيد ابن طاووس ).
« ... وتوجهنا من هناك لزيارة أول رجب بالحلة ، فوصلنا ليلة الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة بحسب الاستخارة ، فعرّفني حسن بن البقلي يوم الجمعة المذكورة أن شخصاً يقال له : عبد المحسن ، من أهل السواد (١) قد حضر بالحلة وذكر أنه قد لقيه مولانا المهدي صلوات الله عليه ظاهراً في اليقظة ، وقد أرسله الى عندي برسالة فنفذت قاصداً وهو محفوظ بن فرا فحضر ليلة السبت ثامن عشر من جمادى الآخرة المقدم ذكرها ، فخلوت بهذا الشيخ عبد المحسن ، فعرفته هو رجل صالح ، لا يشك النفس في حديثه ، ومستغنٍ عنا وسألته فذكر أن اصله من حصن بشر وانه انتقل الى الدولاب الذي بازاء المحولة المعروفة بالمجاهديّة ، ويعرف الدولاب بابن أبي الحسن ، وانه مقيم هناك وليس له عمل بالدولاب ولا زرع ، ولكنه باجر في شراء غليلات وغيرها ، وانه كان قد ابتاع غلة من ديوان السرائر وجاء ليقبضها ، وبات عند المعيدية في المواضع المعروفة بالمحبر.
فلما كان وقت السحر كره استعمال ماء المعيدية ، فخرج فقصد النهر ، والنهر في جهة المشرق ، فما احسّ بنفسه إلا وهو في تل السلام
__________________
١ ـ قال المؤلف رحمهالله : يعني قرى العراق.