الامر الخامس : في علّة اشتهار زيارته ارواحنا فداه في مقاماته المنسوبة اليه في ليلة الاربعاء.
أقول : لم أجد رواية صريحة تنص على استحباب زيارته عجل الله تعالى فرجه الشريف في ليلة الاربعاء خاصة سوى قول السيد ابن طاووس رحمهالله في مصباح الزائر قال : « إذا أردت أن تمضي الى السهلة فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء الاخرة من ليلة الاربعاء ، وهو أفضل من غيره ». (١)
ولعل اشتهار زيارة أوليائه من شيعته ومجيه في تلك الليلة أصلها من هذا القول ، وذلك لمنزلة القائل به عندهم حفظهم الله وأيدهم.
ومن عادة أهل الحلة النجباء ، أنهم خصصوا يوم الثلاثاء بأكمله للنساء فقط ، فهنّ يجتمعن في هذا المقام الشريف وفي هذا اليوم لبث شكواهنّ الى إمام زمانهن ارواحنا فداه.
الامر السادس : في تأكيد الدعاء بالفرج لأمامنا صاحب الزمان ارواحنا فداه في هذا المقام.
قال الميرزا محمد تقي الاصفهاني رحمهالله في كتابه مكيال المكارم ، عند ذكر الامكنة التي يتأكد فيها الدعاء له عليهالسلام ومنها : المقامات المنسوبة اليه ، ومشاهده ، ومواقفه المباركة بيمن وقوفه عليهالسلام فيها ، كمسجد الكوفة ، ومسجد السهلة ، ومسجد صعصعة ، ومسجد جمكران وغيرها ، لأنّ عادة أهل المودّة جارية على انّهم إذا شهدوا موقفاً من مواقف محبوبهم تذكّروا لأخلاف ، وتألّموا لفراقه ، ودعوا في حّقه ، بل يأنسون بمواقفه ، ومنزله حبّاً له ، كما قيل :
__________________
١ ـ انظر : مصباح الزائر / السيد ابن طاووس رحمهالله ص ٥٤.