أولها أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم ، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا ، والثانية أنكم آمنتم برسوله ثم خالفتم سنته وأمتم شريعته ، فأين ثمرة إيمانكم ، والثالثة أنكم قرأتم كتابه المنزل عليكم ، فلم تعلموا به ، وقلتم سمعنا وأطعنا ، ثم خالفتم ، والرابعة أنكم قلتم أنكم تخافون من النار ، وأنتم في كل وقت تقدمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم؟ والخامسة أنكم قلتم أنكم ترغبون في الجنة وأنتم في كل وقت تفعولن ما يباعدكم منها ، فأين رغبتكم فيها؟ والسادسة أنكم أكلتم نعمة المولى ولم تشكروا عليها ، والسابعة أن الله أمركم بعداوة الشيطان وقال « إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا » (١) فعاديتموه بلاقول ، وواليتموه بلامخالفة (٢) والثامنة أنكم جعلتم عيون الناس نصب عيونكم ، وعيوبكم وراء ظهوركم ، تلومون من أنتم أحق باللوم منه ، فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا؟ وقد سددتم أبوابه وطرقه؟ فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم ، وأخلصوا سرائركم وأمروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر فسيتجيب الله لكم دعاء كم.
١٨ ـ تم ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب عن عمربن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن رجلا كان في بني إسرائيل فدعا الله أن يرزقه غلاما يدعو ثلاث سنين فلما رأى أن الله لا يجيبه قال : يارب أبعيد أنا منك فلا تسمعني؟ أم قريب أنت مني فلم لا تجيبني؟ قال : فأتاه آت في منامه فقال له : إنك تدعو الله منذ ثلاث سنين بلسان بذي ، وقلب عات غير نقي ونيه غير صادقة ، فاقلع عن بذائك ، وليتق الله قلبك ، ولتحسن نيتك ، قال : ففعل الرجل ذلك ثم دعا الله فولدله غلام (٣).
١٩ ـ تم : بهذا الاسناد ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن العبد يسأل الله تبارك وتعالى الحاجة من حوائج
__________________
(١) فاطر ص ٦.
(٢) كذا في نسخة الاصل بخطه قدس سره مكتوبا على السطر كذا ، والظاهر : « فعاديتموه بالقول : وواليتموه بالمخالفة ».
(٣) فلاح السائل ص ٣٧.