الإمام عليّ ، أو باحتجاجه عليهم بحقّه في الخلافة؟
ابتسم الرجل قائلاً : أنا واللّه من الذين يفضّلون سيدنا علياً كرّم اللّه وجهه على غيره ، ولو كان الأمر بيدي لما قدّمتُ عليه أحداً من الصحابة ، لأنّه باب مدينة العلم ، وهو أسد اللّه الغالب ، ولكن مشيئة اللّه سبحانه ، هو الذي يقدّم من يشاء ويؤخّر من يشاء ، لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون.
ابتسمتُ بدوري له وقلتُ : وهذا أيضاً موضوع آخر يجرّنا للحديث عن القضاء والقدر ، وقد سبق لنا أن تحدّثنا فيه وبقي كلٌّ منّا على رأيه ، وإنّي لأعجب ياسيّدي لماذا كلّما تحدّثتُ مع عالم من علماء أهل السنّه وأفحمته بالحجّة سرعان ما يتهرّب من الموضوع إلى موضوع آخر لا علاقة له بالبحث الذي نحن بصدده.
قال : وأنا باق على رأيي لا أغيّره.
ودّعته وانصرفتُ ، وبقيت أفكّرُ مليّاً لماذا لا أجد واحداً من علمائنا يكمل معي هذا المشوار ، ويوقف الباب على رجله كما يقول المثل الشائع عندنا.
فالبعض يبدأ الحديث وعندما يجد نفسه عاجزاً عن إقامه الدليل على أقواله يتملّص بقوله : تلك أُمّة قد خلتْ لها ما كسبتْ ولكم ما كسبتم ، والبعض يقول : مالنا ولإثاره الفتن والأحقاد فالمهم أنّ السنّة