العنصر المهم في البحث
بَقِيَ عنصرٌ واحدٌ مهمّ في كلّ هذا البحث يستحقّ العناية والدرس ، وربما هو الاعتراض الوحيد الذي كثيراً ما يثار عندما يُفحمُ المعاندون بالحُجج الدامغة ، فتراهم يلجأون إلى الاستغراب واستبعاد أن يكون قد حضر تنصيب الإمام عليّ مائة ألف صحابي ، ثمّ يتواطؤون كلّهم على مخالفته والإعراض عنه ، وفيهم خيرة الصحابة وأفضل الأمّة!
وهذا ماوقع لي بالذات عند اقتحام البحث ، فلم أُصدّق ولا يمكن لأحد أن يصدّق إذا ماطُرحت القضية بهذا الطرح ، ولكن عندما ندرُس القضية من جميع الجوانب يزول الاستغراب؛ لأنّ المسألة ليست كما نتصوّرها أو كما يعرضها أهل السنّة ، فحاشى أن يكون مائة ألف صحابي خالفوا أمر الرسول ، فكيف وقعت الواقعة إذن؟
أوّلاً : لم يكن يسكن المدينة المنورة كلّ من حضر بيعة الغدير ، وإنّما كان كما هو المفروض وعلى أكبر تقدير ثلاثة أو أربعة الآف منهم يسكنون المدينة ، وإذا عرفنا أنّ هؤلاء فيهم الكثير من الموالي