وللتوضيح أُقدّم للقارئ الكريم بعض الأمثلة عن ذلك :
هذا ما وقع لأبي بكر في أوّل أيامه عندما جاءته فاطمة الزهراء تطالبه بتسليم فدك التي أخذها منها بعد وفاة أبيها ، فكذّبها في ما ادّعته من أنّ أباها رسول اللّه أنحلها إياها في حياته ، كما أنها لما طالبته بميراث أبيها ، قال لها بأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ».
فكذّبته هي الأُخرى في نسبة هذا الحديث لأبيها وعارضته بكتاب اللّه ، واشتدّ النزاع والخلاف حتّى ماتت وهي غاضبة عليه ، مهاجرة له لا تكلمه ، كما ورد ذلك في صحيحي البخاري ومسلم (١).
كذلك اختلاف عائشة أُمّ المؤمنين مع أبي هريرة في الذي يصبحُ
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٤ : ٤٢ ، كتاب فرض الخمس وفيه : « فغضبت فاطمة بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفّيت » ، ونحوه في ٥ : ٨٣ كتاب المغازلي ، باب غزوة خيبر ، وفي ٨ : ٣ كتاب الفرائض ، باب قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا نورث ... ، ولفظه : « فهجرته فاطمة فلم تكلّمه حتى ماتت ».
وفي صحيح مسلم ٥ : ١٥٤ ، ( كتاب الجهاد والسير ، باب قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا نورث ... ) ، ولفظه : « فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، قال : فهجرته فلم تكلّمه حتى توفّيت ».